@~@a7la 7ob@~@
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النور الذى أضاء حياتى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dream
عضو مميز
عضو مميز
dream


انثى
عدد الرسائل : 377
العمر : 40
العمل/الترفيه : teacher
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

النور الذى أضاء حياتى Empty
مُساهمةموضوع: النور الذى أضاء حياتى   النور الذى أضاء حياتى I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 16, 2008 6:01 pm

الإشارة حمراء ..والطريق ملئ بالسيارات .. لم يبقى على الموعد سوى بضع دقائق .. تباً لهذه الإشارة إنها طويلة .. ياليتني كنت في الصف الأول .. كنت قطعتها .. الثواني تمر بطيئة كأنها دقائق بل ساعات . أنظر إلى الساعة حيناً وإلى الإشارة حيناً آخر .. أضاءت الإشارة اللون الأخضر .. ضغطت على منبه السيارة أزعجت الجميع .. تحركت السيارات .. تجاوزت الأول .. كدت أصطدم بالآخر .. قيادتي للسيارة أفزعت من حولي حاولت أن أسرع .. لكننى لم أستطع .. مضى الوقت .. وضاع الموعد .. ولم أجد ألأصدقاء .. لقد ذهبوا ..

الى أين أذهب ؟ .. احترت في الإجابة .. أطلقت زفرة من صدري .. ياليتني كنت أعرف المكان .. السيارة تمضي بهدوء .. انطلقت أفكر .. أيقظني منبه سيارة أخرى .. نظرت إلى صاحب السيارة بغضب ..وأشرت إليه بيدي.. على مهلك الدنيا لن تطير .. ونسيت حالي قبل دقائق .. قررت أن أقضي السهرة في البيت .. إنها فكرة جيدة .. فأبنتي الوحيدة مريضة .. ومن الصواب أن اكون قريبا منها .. أوقفت السيارة أمام محل الفيديو .. نزلت إلى المحل .. اخترت عدة أفلام .. انطلقت إلى المنزل .. فتحت الباب .. ناديت على زوجتي .. إحضري الشاي والم**رات...

دخلت الى الغرفة .. ( يا لها من زوجة معقدة ) .. الآن ستقول لي : اتق الله يا أحمد لقد تعودت على هذه الكلمات حتى تبلدت أحاسيسي نحوها .. لكنها زوجة مطيعة .. طيبة .. تشقى من أجل سعادتي .. دخلت ومعها الشاي والم**رات .. ابتسمت في وجهي .. قالت لابد أنك سئمت السهر مع أصدقائك وتريد أن تجلس في البيت .. قلت : نعم .. تعالي واجلسي .. فرحت وهمت أن تجلس ..وقمت أنا إلى جهاز الفيديو والتلفاز .. أرخت المسكينة رأسها وقالت : اتق الله يا أحمد .. وخرجت تجر أذيال الحسرة والهزيمة..
ارتفعت الأصوات في الغرفة .. موسيقى .. صراخ .. ضحكات .. وانطلقت أشرب الشاي وأتناول الم**رات .. وعيناي قد تسمرتا في شاشة التلفاز..

انتهى الشريط الأول .. والشريط الثاني .. الساعة تشير إلى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ..
فجأة .. مقبض الباب يتحرك ببطء .. صرخت ماذا تريدين ؟ ..ولم تجب .. لم أسمع جوابا .. إنفتح الباب .. دخلت ابنتي المريضة .. فأجاني الموقف .. سكنت برهة ولم أتكلم .. إقتربت مني .. قالت لي : اتق الله ياأبي .. اتق الله يا أبي .. ثم انصرفت وأغلقت الباب .. ناديتها ولم تجب .. انطلقت خلفها .. لا اكاد أصدق ..هل هذه ابنتي ؟ .. فتحت باب الغرفة .. وجدتها نائمة في حضن أمها .. إنها هي .. عدت إلى غرفتي .. أغلقت جهاز الفيديو .. صوت ابنتي يملاء الغرفة.. اتق الله ياأبي .. اتق الله ياأبي .. قشعريرة سرت في جسدي .. تصبب العرق من رأسي .. رغم برودة الغرفة .. لا أدري ماذا أصابني .. ما عدت أسمع إلا صوتها .. ولا أرى إلا صورتها .. كلماتها اخترقت كل الحواجز الجاثمة على صدري منذ زمن بعيد .. ترك الصلاة .. معاصي .. دخان .. أفلام خليعة .. أيقظتني من الغفلة .. تسارعت نبضات قلبي .. وإلقيت بجسدي على الأرض ..

حاولت أن أنام .. لكنني لم أستطع .. مضى الوقت سريعا .. صور من الماضي استعرتها أمامي .. ومع كل صورة أسمع صوت ابنتي " اتق الله يا أبي " هنا ارتفع صوت الأذان ..اهتزت جوانحي .. ارتعدت فرائضي .. رعشة سرت في أطرافي .." الصلاة خير من النوم " ياه ..لقد كنت نائما كل هذه السنين .. توضأت وخرجت الى المسجد .. مشيت في الطريق وكأنني لا أعرفه .. وكأن نسائم الفجر تعاتبني أين أنت ؟ وطيور السماء تقول : مرحبا بالنائم الذي استيقظ أخيرا..
دخلت المسجد .. صليت ركعتين .. وجلست أقراء القرآن.. تلعثمت في القراءة .. منذ زمن لم أقراء القرآن .. شعرت أن القرآن يخاطبني .. يرغبني .. يرهبني .. يفتح لى أبواب التوبة والنجاة من النار ..(( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) .. تمنيت أن أستمر في القراءة .. لكن المؤذن أقام الصلاة .. تجمدت في مكاني لحظة ثم تقدمت مع الناس .. وقفت في الصف .. وكأنني غريب .. انتهت الصلاة .. جلست في المسجد حتى أشرقت الشمس .. ليس من عادتي الذهاب مبكرا إلى العمل .. تفاجأ الزملاء بوجودي.. وانطلقت عبارات التهنئة ممزوجة بالسخرية .. لم أبالي بما يقولون.. تسمرت عيناي على الباب انتظر قدوم ابراهيم زميلي في المكتب .. والذي طالما نصحني .. إنه شخص طيب الأخلاق .. حسن المعاملة .. حضر ابراهيم .. فقمت من مكاني أستقبله .. لم يصدق عينيه.. سألني : أنت أحمد ؟ قلت له : نعم .. أمسكت يده .. أريد أن احدثك .. قال : لا بأس نتحدث في المكتب .. قلت : لا .. نذهب الى الاستراحة .. صمت إبراهيم وراح يصغي لكلماتي .. حدثته بحديث البارحة .. امتلأت عيناه بالدموع وابتسم ابتسامة عريضة .. قال لي : ذلك نور أضاء قلبك فلا تطفئه بظلمة المعاصي .. كان يوما حافلا بالنشاط والجدية رغم أني لم أنم منذ البارحة .. ابتسامة تعلو وجهي .. تفاني في العمل .. المراجعون يتجهون نحوي طلبون مني مساعدتهم .. بعضهم قال لي : ما هذا النشاط ؟ أجبته إنها صلاة الفجر في المسجد .. مسكين إبراهيم كان يتحمل العبء الأكبر من العمل أما أنا فقد كنت أنام .. لم يشتك ولم يتذمر .. ياله من إنسان .. نعم إنه الإيمان عندما تخالط حلاوته شغاف القلوب .. مضى الوقت ولم أشعر بالتعب والإرهاق .. قال لي أبراهيم : يا أحمد يجب أن تذهب إلى البيت .. فإنك لم تنم منذ البارحة وسأقوم بعملك .. قلت له : حسنا .. سأذهب .. نظرت إلى الساعة .. لم يتبقى على الأذان سوى دقائق .. قررت البقاء .. أذن المؤذن فسارعت إلى المسجد .. جلست في الصف الأول .. شعرت بالندم على الأيام التي كنت أهرب فيها من العمل أثناء الصلاة .. وبعد الصلاة انطلقت إلى البيت ..

في الطريق انتابني شعور بالقلق .. ياترى كيف حال ابنتي ؟ شعرت بانقباض لا أدري لماذا ؟ أحسست أن المشوار طويل .. ازداد الخوف .. رفعت رأسي غلى السماء .. دعوت الله أن يعجل بشفاء ابنتي .. وصلت إلى البيت .. فتحت الباب ..ناديت زوجتي .. لم أسمع جوابا .. دخلت الغرفة مسرعا .. تنبهت زوجتي لوجودي .. صرخت وهي تبكي لقد ماتت ابنتي .. لم أتبين ما تقول .. اندفعت نحو ابنتي .. ضممتها إلى صدري .. سقطت يدها نحو الأرض .. جسمها بارد .. كذلك يداها وقدماها .. نبضها أنفاسها .. لم أسمع شئ .. نظرت إلى وجهها .. نور يتلألأ .. كأنه كوكب دري .. أيقظتها .. حركتها .. هززتها .. صرخت أمها : لقد ماتت .. انهمرت الدموع من عيني كأنها أنهار .. تردد في مسمعي صوت ابنتي اتق الله يا أبي .. استرجعت .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. انا لله وإنا إليه راجعون .. وقالت زوجتي : اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ..
اتصلت على إبراهيم ..قلت له : تعال فورا لقد ماتت ابنتي .. لقد تحملني إبراهيم كثيرا .. وكان يقول لي : إلى متى يا أحمد؟ .. وأقول له : غدا .. غدا ..فيقول : ولكن الموت يأتي بغتة ..

النساء في الداخل مع زوجتي يغسلن ابنتي .. نادتني زوجتي .. دخلت كي أودع ابنتي الوداع الأخير .. قبلتها على جبينها .. عاهدتها على الثبات حتى الممات .. نظرت إلى أمها .. لا تحزني فقد ذهبت إلى الجنة .. هناك سنلتقي .. فشمري كي نلحق بإبنتنا .. ثم قرأت قوله تعالى :(( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرء بما **ب رهين )) ..بكت الام وبكيت أنا .. صلينا عليها صلاة الجنازة .. ثم سرنا بها إلى المقبرة .. انظر الى الجنازة وكأنني أنظر الى النور الذي أضاء لي حياتي .. وصلنا المقبرة .. المكان موحش .. مخيف .. توجهنا إلى القبر .. وقفت على شفير القبر ..هنا سأضع ابنتي .. أمسك إبراهيم بكتفي .. لله اصبر يا أحمد .. نزلت إلى القبر .. إنها دارك يا أحمد .. ربما اليوم وربما غدا .. ماذا أعددت لهذه الدار .. ناداني إبراهيم .. أحمد خذ البنت .. وضعتها على صدري .. حضنتها .. قبلتها .. ثم وضعتها على شقها الأيمن .. وقلت بسم الله وعلى ملة رسول الله .. صففت اللبن .. سددت كل المنافذ .. خرجت من القبر .. بدا الناس يهيلون التراب .. لم أملك دموعي.. إنني اليوم أدفن النور الذي أضاء حياتي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النور الذى أضاء حياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما هو الحدث الذى مر هذا العام ولن تنساه؟
» ماهو الشئ الذى تفتقده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
@~@a7la 7ob@~@ :: المنتدى العام :: قسم النقاش الجاد-
انتقل الى: