انتهي موسم صيف ٢٠٠٨ السينمائي الذي وصفه البعض بـ«الأصعب» منذ سنوات لأن مدته كانت قصيرة بسبب اقتراب شهر رمضان، وامتحانات الثانوية العامة والتنسيق الذي استمر حتي بداية أغسطس،
وهروب السياحة العربية بشكل عام إلي لبنان، وارتفاع الأسعار الذي أثر بشكل سلبي علي الإيرادات، وأخيراً مستوي الأفلام السيئ الذي ساهم في هروب المشاهدين إلي الأفلام الأجنبية.
وقد وصلت تكلفة الأفلام الـ١٥ التي عرضت خلال الموسم ٢٠٠ مليون جنيه، وحققت إيرادات ١٢٥ مليون جنيه، أي أن الموسم حقق خسارة مقدراها ٧٥ مليون جنيه.
بدأ الموسم مرتبكاً، فلم يعرف صناع الأفلام المواعيد الحقيقية لعرض أفلامهم بسبب عدم انتهاء تصويرها بالإضافة إلي أن معظم النجوم يكرهون المجازفة بأفلامهم في بداية الموسم،
واضطر الموزعون إلي افتتاح الموسم بفيلم «الغابة» إخراج أحمد عاطف وبطولة أحمد عزمي وريهام عبدالغفور، ولم يحقق الفيلم أي رد فعل جماهيري خاصة أن العمل لم يضم نجم شباك أو أياً من وسائل الجذب،
فهو يناقش أزمة أطفال الشوارع وسرقة الأعضاء وزني المحارم، وخرج الفيلم سريعاً من السباق محققاً إيرادات ضعيفة،
ثم عرض فيلم «ليلة البيبي دول» إخراج عادل أديب وصاحب أكبر ميزانية في تاريخ السينما المصرية حتي الآن «٤٠ مليون جنيه» وعدد نجوم ليس له مثيل، ودعاية صاخبة، وتم طبع ٨٠ نسخة للعرض،
ولكن تعرض الفيلم لهجوم حاد من النقاد والجمهور أيضاً، وكان ضربة موجعة للشركة المنتجة والموزعة أيضاً، ولم تفلح الخطط ولا الدعاية ليخرج الفيلم من الموسم بإيرادات كبيرة تغطي علي أقل تقدير تكلفة إنتاجه، ثم تأتي المفاجأة والبهجة
للموزعين من خلال فيلم «كباريه» إخراج سامح عبدالعزيز الذي أثار رد فعل غير عادي سواء نقدياً أو جماهيرياً، ونجح في تحقيق إيرادات متميزة في أول أيام عرضه، مما اضطر الشركة الموزعة إلي زيادة عدد شاشاته،
ولكنه تأثر قليلاً بعرض فيلم «الريس عمر حرب» إخراج خالد يوسف وتسبب في ذلك عرض الفيلمين في دور عرض شركة توزيع واحدة وهذا ما تسبب في مشاكل عديدة لأصحاب الفيلمين واعتبروا ما حدث أزمة توزيع، ومع ذلك، استمر الفيلمان في منافسة مستمرة لدرجة أن إيراداتهما جاءت متقاربة خاصة أن أحدهما تدور أحداثه في كباريه والآخر في صالة قمار.
خلال هذه الفترة كان قد عرض فيلم «علي جنب يا أسطي» إخراج سعيد حامد وبطولة أشرف عبدالباقي، وبسبب تركيز شركة توزيعه مع فيلم «ليلة البيبي دول» لم يحصل إلا علي عدد شاشات محدود للغاية بالإضافة إلي سوء الدعاية له فلم يحقق انتشاراً علي نطاق واسع ليخرج سريعاً من المنافسة رغم إشادة بعض النقاد به.
ثم حاول الموزعون إنعاش السوق بفيلم كوميدي هو «نمس بوند» بطولة هاني رمزي الذي نجح في تحقيق إيرادات جيدة رغم سوء توزيعه ودعايته بل أعاد الثقة لهاني رمزي مرة أخري بعد فشل فيلم «ضابط وأربع قطط» وهذا ما شجع بطله علي التفكير في إنجاز جزء ثان من الفيلم خلال الفترة المقبلة،
ثم عرض خلال هذه الفترة فيلم «مسجون ترانزيت» بطولة أحمد عز والذي يعد أول فيلم أكشن خلال هذا الموسم وأعد منتج ومؤلف الفيلم وائل عبدالله حملة دعاية مناسبة، وعرضه في عدد جيد من الشاشات،
ونجح الفيلم في أيامه الأولي في تحقيق إيرادات جيدة لكن بعد ذلك اكتشف الجمهور أن قصته مكررة وأداء أحمد عز لم يتغير كثيراً عن أفلامه السابقة وهذا ما وضع الفيلم في موقف صعب.
وتستمر أزمة الموسم مع عرض فيلم «كابتن هيما» بطولة تامر حسني الذي حقق مفاجأة الموسم الماضي بفيلم «عمر وسلمي»، لكن جاء «هيما» علي غير المتوقع ولم يفلح تامر في تكرار نجاحه العام الماضي، ووصف النقاد الفيلم بأنه كليب كبير خاصة أنه أول تجربة سينماذية للمخرج نصر محروس،
ثم يأتي بعد ذلك فيلم «حسن ومرقص» والذي وصلت ميزانيته ٣٠ مليون جنيه والذي يجمع لأول مرة النجمين عادل إمام وعمر الشريف ونجح الفيلم في تحقيق رد فعل جيد مع بداية عرضه،
وجذب شريحة كبيرة من جمهور السينما نظراً لحساسية القضية التي يطرحها وهي الفتنة الطائفية وتسببت حالة الفضول لدي البعض حول معالجة هذه الأزمة في زيادة إيراداته، رغم أنه لم يحقق نفس الإيرادات التي حققها عادل إمام في فيلم «مرجان أحمد مرجان» التي وصلت إلي ٢٤ مليون جنيه في الموسم الماضي.
وخلال هذا التوقيت عرض فيلم «حلم العمر» بطولة حمادة هلال، والذي جاء في مستوي فني متميز، لكن عدم تقبل الجمهور من البداية فكرة الربط بين حمادة هلال وشخصية الملاكم أدي إلي تراجع الفيلم، رغم تحسن أداء حمادة التمثيلي، ولم ينجح في تحقيق الإيرادات التي حققتها أفلامه السابقة سواء «عيال حبيبة» أو «العيال هربت».
ويحقق فيلم «آسف علي الإزعاج» بطولة أحمد حلمي وإخراج خالد مرعي المفاجأة الكبري ويحقق مليون جنيه يوميا في أسبوعه الأول ليتكرر نجاح فيلم «كده رضا» الموسم الماضي، بالإضافة إلي الإشادة النقدية التي حققها الفيلم.
ثم يأتي فيلم «بحر النجوم» إخراج أحمد المهدي، ورغم توصيفه كمادة دعاية لإحدي شركات المياه الغازية، إلا أنه في النهاية فيلم روائي طويل يشارك في بطولته كريم محمود عبدالعزيز ولطفي لبيب، بالإضافة إلي ٥ مطربين عرب، وقد عرض في «٨» نسخ فقط، وفشل في تحقيق أي رد فعل جماهيري.
ثم يعرض فيلم «بوشكاش» بطولة محمد سعد، والذي جاء في الوقت الضائع، ورغم وعود محمد سعد بتغيير شكله ومضمونه في هذا الفيلم عن أفلامه السابقة، إلا أن النتيجة جاءت مخيبة، ولم يستمر نجاح الفيلم أكثر من أسبوع حقق خلاله ٥ ملايين جنيه، ثم اكتشف الجمهور أنه عبارة عن إفيهات مكررة وقصة قديمة.
وفي هدوء شديد، يعرض الفيلم الكوميدي «مفيش فايدة» بطولة مصطفي قمر وإخراج حاتم فريد، وبسبب عرضه مع أفلام عادل إمام وأحمد حلمي ومحمد سعد لم يحقق أي رد فعل جماهيري.
ثم تأتي الخاتمة بفيلم «إتش دبور» في أول بطولة لأحمد مكي، وتأتي معه المفاجأة وينجح في تحقيق رد فعلي جماهيري غير منتظر، ويساند الجمهور الفيلم، وينجح في هزيمة «بوشكاش» والتنافس مع حلمي وعادل إمام ليحصل علي لقب الحصان الأسود هذا الموسم.